التعريف
بمختلف اختصاصات
الأنتروبولوجيا
الأنتروبولوجيا
أو الإناسة
هي مجال شاسع
مترامي الأطراف
يشمل كل الاختصاصات
العلمية التي
تهدف إلى دراسة
وفهم الإنسان
في كل أبعاده.
رغم اختلاف
هذه التخصصات
فهي تضفي إلى
تصوّر جملي
يمكن تبويبه
حول محورين
رئيسين. المحور
الأوّل يربط
ماضي وحاضر
الإنسان, أما
المحور الثاني
يمثل العلاقة
بين بيولوجيا
الإنسان و ثقافته.
عندما نركّب
كلاّ من أقطاب
هذين المحورين
بالآخر نتحصّل
على الاختصاصات
العلميّة الأربعة
للأنتروبولوجيا.
اختصاصان يسمحان
بدراسة الإنسان
في الماضي, أحدهما
يخصّ دراسة
ما تركه الإنسان
من إنتاج يدوي
و ثقافي وهو
ما يعرف بعلم
الآثار Archeology,
بينما يهتمّ
الآخر بدراسة
الخصائص البيولوجية
لأصولنا من
خلال فحص بقايا
هياكلها العظمية
المطمورة وهو
علم حفريّات
الإنسان Pal�oanthropology.
أما الاختصاصان
الآخران فيسمحان
بدراسة الإنسان
في الحاضر من
الناحية الاجتماعية
الثقافية
و هو علم
الأنتروبولوجيا
الثقافية
cultural Anthropology أو
من الناحيّة
البيولوجيّة
وهو علم الأنتروبولوجيا
البيولوجية
Biological Anthropology.
لقد أشار الله
في كتابه المكنون
إلى الأربعة
اختصاصات الأساسيّة
لعلم الأنتروبولوجيا
:
ـ أشار إلى الاختصاصين
المتعلقين
بدراسة حاضر
الإنسان, الأنتروبولوجيا
الثقافية والأنتروبولوجيا
البيولوجية,
في إيجاز مبهر
في قوله (
ومن آياته خَلق
السماوات والأرض
واختلاف ألسنتكم
وألوانكم إنّ
في ذلك لآيات
للعالمين )
[ سورة الروم,
آية
22 ] حيث
يرمز إلى ما
نسمّيه بالاختلاف
أو التنوّع
البيولوجي
للشعوب البشريّة
بذكر مثال اختلاف
لون البشرة,
أهمّ خاصيّة
جسدية مرئية,
مع العلم أنّ
دراسة هذا التنوّع
خاصة على المستوى
الجزيئي تمثل
إحدى ركائز
ما نسمّيه حاليّا
بالأنتروبولوجيا
البيولوجية.
كما يُبرز سبحانه
عز جلاله المحور
الرابط بين
الجانب البيولوجي
والجانب الثقافي
للإنسان فيقرن
اختلاف لون
البشرة باختلاف
اللغات, واللغة
المنطوقة هي
أوّل ركيزة
قامت عليها
الثقافة البشريّة
المنضويّة
تحت ما سمّيته
بالأنتروبولوجيا
الثقافية.
ـ أمّا في قوله
(قل
سيروا في الأرض
فانظروا كيف
بدأ الخلق)
[ سورة العنكبوت,
آية
20 ] فقد
حثنا على النظر
والتحليل و
البحث على تاريخ
خلق وتطوّر
الكائنات الحيّة
وعلى رأسها
الإنسان من
خلال الآثار
الموجودة على
الأرض أو المطمورة
فيها أي أنّ
الله قد حثنا
منذ ما يزيد
على
14 قرنا
على تأسيس اختصاصات
علم الأنتروبولوجيا
التي تهتمّ
بدراسة ماضي
وأصل الإنسان
أي اختصاص علم
الآثار و اختصاص
علم الحفريّات.
إنّ نتائج تحاليل
المعطيات العلميّة
في مختلف التخصصات
الأنتروبولوجية
يمكنها أن تتلاقى
أو تختلف لكنها
غالبا ما تتكامل
ممّا يستوجب
التأليف بين
هذه النتائج
لإنجاح البحوث
الأنتروبولوجية
وبالتّالي
نؤكّد على ما
يلي: حتى تهتمّ
بالإنسان في
مجمله يجب أن
تكون الدراسات
الأنتروبولوجية
تحليلية وتأليفيّة.
مقتطف
من تمهيد الجزء
الثاني من كتاب
" سنن خلق الإنسان
تحت أضواء العلم
و نور
القرآن "
للأستاذ حسن
الشعباني
______________________________________________________________________
أعضاء الجمعية
الرئيس : حسن الشعباني
الأعضاء :
- نائب رئيس : أحمد نور الدين هلال
- كاتب عام : محمد البدوي
- أمين مال : محمد نجيب الغمراسي
- كاتب عام مساعد : ثابت طبقة